الاثنين، 7 مايو 2018

شرح السنة للمزني مشكول



شَرْحُ السُّنَّةِ

الإِمَام أَبِي إِبْرَاهِيم إِسْمَاعِيلِ بنِ يَحْيَى بنِ إِسْمَاعِيلِ المُزَنِي (264هـ)

عَصَمَنَا اللهُ وَإِيَّاكُم بِالتَّقْوَى، وَوَفَقَنَا وَإِيَّاكُم لِمُوَافَقَةِ الهُدَى، أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَكَ سَأَلْتَنَي أَنْ أُوَضِّحَ لَكَ مِنَ السُّنَّةِ أَمْرًا تُصَبِّرُ نَفْسَكَ عَلَى التَّمَسُكِ بِهِ، وَتَدْرَأُ بِهَا عَنكَ شُبَهَ الأَقَاوِيلِ، وَزَيغَ مُحْدَثَاتِ الضَالِّينَ، وَقَدْ شَرَحْتُ لَكَ مِنْهَاجًا مُوَضَحًا، لَم آلُ نَفْسِي وَإِيَّاكَ فِيهِ نُصْحًا، بَدَأْتُ فِيهِ بِحَمْدِ اللهِ ذِي الرُّشْدِ وَالتَّسْدِيدِ.
الحَمْدُ للهِ أَحَقُّ مَنْ ذُكِرَ، وَأَولَى مَنْ شُكِرَ، وَعَلِيهِ أُثْنِي: الوَاحِدُ الصَّمَد، لَيسَ لَهُ صَاحِبَةٌ وَلَا وَلَد، جَلَّ عَنِ المَثِيلِ، فَلَا شَبِيهَ لَهُ وَلَا عَدِيل، السَّمِيعُ البَصِير، العَلِيمُ الخَبِير، المَنِيعُ الرَّفِيع.
عَالٍ عَلَى عَرْشِهِ، وَهُوَ دَانٍ بِعِلْمِهِ مِنْ خَلقِهِ.
أَحَاطَ عِلْمُهُ بِالأُمًورِ، وَأَنْفَذَ فِي خَلْقِهِ سَابِقَ المَقْدُورِ (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر:19]، فَالخَلقُ عَامِلُونَ بِسَابِقِ عِلمِهِ، وَنَافِذُونَ لِمَا خَلَقَهُم لَهُ مِنْ خَيرٍ وشَرٍ، لَا يَملِكُونَ لأَنْفُسِهِم مِنَ الطَاعَةِ نَفْعًا، وَلَا يَجِدُونَ إِلَى صَرْفِ المَعْصِيَةِ عَنْهَا دَفْعًا.
خَلَقَ الخَلْقَ بِمَشِيئَتِهِ عَن غَيرِ حَاجَةٍ كَانتْ بِهِ، وَخَلَقَ المَلَائِكَةَ جَمِيعًا لِطَاعَتِهِ، وَجَبَلَهُم عَلَى عِبَادَتِهِ، فَمِنْهُم مَلَائِكَةٌ بِقُدرَتِهِ لِلعَرشِ حَامِلُونَ، وَطَائِفَةٌ مِنهُم حَولَ عَرشِهِ يُسَبِّحُونَ، وَآخَرُونَ بِحَمْدِهِ يُقَدِّسُونَ، وَاصْطَفَى مِنهُم رُسُلًا إِلَى رُسُلِهِ، وَبَعضٌ مُدَبِّرُونَ لِأَمرِهِ.
ثُمَّ خَلَقَ آدَمَ بِيَدِهِ وَأَسْكَنَهُ جَنَّتَهُ، وَقَبْلَ ذَلِكَ لِلأَرْضِ خَلَقَهُ، وَنَهَاهُ عَنْ شَجَرَةٍ قَدْ نَفَذَ قَضَاؤُهُ عَلَيهِ بِأَكْلِهَا، ثُمَّ ابْتَلَاهُ بِمَا نَهَاهُ عَنْهُ مِنْهَا، ثُمَّ سَلَّطَ عَلَيْهِ عَدُوَّهُ فَأَغْوَاهُ عَلَيْهَا، وَجَعَلَ أَكْلَهُ لَهَا إِلَى الأَرْضِ سَبَبًا، فَمَا وَجَدَ إِلَى تَرْكِ أَكْلِهَا سَبِيْلًا، وَلَا عَنْهُ لَهَا مَذْهَبًا.
ثُمَّ خَلَقَ لِلجَنَّةِ مِنْ ذُريَّتِهِ أَهْلًا، فَهُمْ بِأَعْمَالِهَا بِمَشِيئَتِهِ عَامِلُونَ، وَبِقُدْرَتِهِ وَبِإِرَادَتِهِ يَنْفُذُونَ، وَخَلَقَ مِنْ ذُرِيَّتِهِ لِلنَّارِ أَهْلًا، فَخَلَقَ لَهُمْ أَعْيُنًا لَا يُبْصِرُونَ بِهَا، وَآذَانًا لَا يَسْمَعُونَ بِهَا، وَقُلُوبًا لَا يَفْقَهُونَ بِهَا، فَهُمْ بِذَلِكَ عَنِ الهُدَى مَحْجُوبُونَ، وَبِأَعْمَالِ أَهْلِ النَّارِ بِسَابِقِ قَدَرِهِ يَعْمَلُونَ.
وَالإِيمَانُ قَولٌ وَعَمَلٌ، وَهُمَا سِيَانِ وَنِظَامَانِ وَقَرِينَانِ لَا نُفَرِّقُ بَينَهُمَا، لَا إِيْمَانَ إِلَّا بِعَمَلٍ، وَلَا عَمَلَ إِلَّا بِإِيمَانٍ، وَالمُؤمِنُونَ فِي الإِيمَانِ يَتَفَاضَلُونَ، وَبِصَالِحِ الأَعْمَالِ هُمْ مُتَزَايِدُونَ، وَلَا يَخْرُجُونَ بِالذُّنُوبِ مِنَ الإِيمَانِ، وَلَا يَكْفُرُونَ بِرُكُوبِ كَبِيْرَةٍ وَلَا عِصْيَانٍ، وَلَا نُوجِبُ لِمُحْسِنِهِمْ الجِنَانَ بَعْدَ مَنْ أَوْجَبَ لَهُ النَّبِيُّ ، وَلَا نَشْهَدُ عَلَى مُسِيئِهِمْ بِالنَّارِ.
وَالقُرْآنُ كَلَامُ اللهِ U، وَمِنْ لَدُنْهُ، وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ فَيَبِيْدُ.
وَكَلِمَاتُ اللهِ وَقُدْرَةُ اللهِ وَنَعْتُهُ وَصِفَاتُهُ كَامِلَاتٌ غَيْرُ مَخْلُوقَاتٍ، دَائِمَاتٌ أَزَلِيَّاتٌ، وَلَيْسَتْ بِمُحْدَثَاتٍ فَتَبِيدُ، وَلَا كَانَ رَبُنَا نَاقِصًا فَيَزِيدُ، جَلَّتْ صِفَاتُهُ عَنْ شَبْهِ صِفَاتِ المَخْلُوقِيْنَ، وَقَصَرَتْ عَنْهُ فِطَنُ الوَاصِفِينَ، قَرِيْبٌ بِالإِجَابَةِ عِنْدَ السُّؤَالِ، بَعِيْدٌ بِالتَّعَزُّزِ لَا يُنَال، عَالٍ عَلَى عَرْشِهِ، بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ، مَوْجُوْدٌ وَلَيْسَ بِمَعْدُوْمٍ وَلَا بِمَفْقُودٍ.
وَالخَلْقُ مَيِّتُونَ بِآجَالِهِمْ عِنْدَ نَفَادِ أَرْزَاقِهِمْ وَانْقِطَاعِ آثَارِهِمْ، ثُمَّ هُمْ بَعْدَ الضَّغْطَةِ فِي القُبُوْرِ مُسَاءَلُوْنَ، وَبَعْدَ البِلَى مَنْشُوْرُوْنَ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ إِلَى رَبِّهِمْ مَحْشُوْرُوْنَ، وَلَدَى العَرْضِ عَلَيْهِ مُحَاسَبُوْنَ، بِحَضْرَةِ المَوَازِيْنِ وَنَشْرِ صُحُفِ الدَّوَاوِيْنِ، أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوْهُ، (فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) [المعارج:4]، لَوْ كَانَ غَيْرُ اللهِ U الحَاكِمَ بَيْنَ خَلْقِهِ، لَكِنَّهُ اللهُ يَلِي الحُكْمَ بَيْنَهُمْ بِعَدْلِهِ بِمِقْدَارِ القَائِلَةِ فِي الدُّنْيَا (وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) [الأنعام:62]، كَمَا بَدَأهُ لَهُمْ مِنْ شَقَاوَةٍ وَسَعَادَةٍ يَوْمَئِذٍ يَعُوْدُوْنَ، (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) [الشورى:7].
وَأَهْلُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ فِي الجَنَّةِ يَتَنَعَمُونَ، وَبِصُنُوْفِ اللذَّاتِ يَتَلَذَذُوْنَ، وَبِأَفْضَلِ الكَرَامَةِ يُحْبَرُونَ، فَهُمْ حِيْنَئِذٍ إِلَى رَبِهِمْ يَنْظُرُونَ، لَا يُمَارُوْنَ فِي النَّظَرِ إِلَيْهِ وَلَا يَشُكُوْنَ، فَوُجُوْهُهُمْ بِكَرَامَتِهِ نَاضِرَة، وَأَعْيُنُهُمْ بِفَضْلِهِ إِلَيْهِ نَاظِرَةٌ، فِي نَعِيْمٍ دَائِمٍ مُقِيْم (لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ) [الحجر:48]، (أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ) [الرعد:35].
وَأَهْلُ الجَحْدِ (عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) [المطففين:15]، و(فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ) [فصلت:72]، (لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ) [المائدة:80]، (لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ) [فاطر:36].
خَلَا مَنْ شَاءَ اللهُ مِنَ المُوَحِّدِيْنَ إِخْرَاجُهُمْ مِنْهَا.
وَالطَّاعَةُ لِأولِي الأَمْرِ فِيْمَا كَانَ عِنْدَ اللهِ U مَرْضِيًا، وَاجْتِنَابُ مَا كَانَ عِنْدَ اللهِ مُسْخِطًا، وَتَرْكُ الخُرُوجِ عِنْدَ تَعَدِّيْهِمْ وَجَوْرِهِمْ، وَالتَّوْبَةُ إِلَى اللهِ U كَيْمَا يَعْطِفَ بِهِمْ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ.
وَالإِمْسَاكُ عَنْ تَكْفِيْرِ أَهْلِ القِبْلَةِ، وَالبَرَاءَةِ مِنْهُمْ فِيْمَا أَحْدَثُوْهُ مَا لَمْ يَبْتَدِعُوْا ضَلَالًا، فَمَنْ ابْتَدَعَ مِنْهُمْ ضَلَالًا كَانَ عَلَى أَهْلِ القِبْلَةِ خَارِجًا، وَمِنَ الدِّيْنِ مَارِقًا، وَيُتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ U بِالبَرَاءَةِ مِنْهُ، وَيُهْجَرُ وَيُحْتَقَرُ، وَتُجَتَنَبُ غُدَّتُهُ؛ فَهِيَ أَعْدَى مِنْ غُدَّةِ الجَرَبِ.
وَيُقَالُ بِفَضْلِ خَلِيْفَةِ رَسُوْلِ اللهِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ t، فَهُوَ أَفْضَلُ الخَلْقِ وَأَخْيَرُهُمْ بَعْدَ النَّبِيِّ ، وَنُثَنِّي بَعْدَهُ بِالفَارُوْقِ وَهُوَ عُمَرُ بْنُ الخطَّابِ t، فَهُمَا وَزِيْرَا رَسُوْلِ اللهِ ، وَضَجِيْعَاهُ فِي قَبْرِهِ، وَنُثَلِّثُ بِذِي النُّوْرَيْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ t، ثُمَّ بِذِي الفَضْلِ والتُّقَى عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ y أَجْمَعِيْنَ.
ثُمَّ البَاقِيْنَ مِنَ العَشَرَةِ الذِّيْنَ أَوْجَبَ لَهُمْ رَسُوْلُ اللهِ الجَنَّةَ، وَنُخْلِصُ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ مِنَ المَحَبَّةِ بِقَدْرِ الذَّي أَوْجَبَ لَهُمْ رَسُوْلُ اللهِ مِنَ التَّفْضِيْلِ، ثُمَّ لِسَائِرِ أَصْحَابِهِ مِنْ بَعْدِهِمْ y أَجْمَعِيْنَ.
وَيُقَالُ بِفَضْلِهِمْ، وَيُذْكَرُوْنَ بِمَحَاسِنِ أَفْعَالِهِمْ، وَنُمْسِكُ عَنِ الخَوْضِ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ، فَهُمْ خِيَارُ أَهْلِ الأَرْضِ بَعْدَ نَبِيٍّهِمْ، ارْتَضَاهُمْ اللهُ U لِنَبِيِّهِ، وَجَعَلَهُمْ أَنْصَارًا لِدِيْنِهِ، فَهُمْ أَئِمَّةُ الدِّيْنِ وَأَعْلَامُ المُسْلِمِيْنَ y أَجْمَعِيْنَ.
وَلَا نَتْرُكُ حُضُوْرَ الجُمُعَةِ، وَصَلَاتَهَا مَعَ بَرِّ هَذِهِ الأُمَّةِ وَفَاجِرِهَا لَازِمٌ، مَا كَانَ مِنَ البِدْعَةِ بَرِيْئًا، فَإِنِ ابْتَدَعَ ضَلَالًا فَلا صَلَاةَ خَلْفَهُ، وَالجِهَادُ مَعَ كُلِّ إِمَامٍ عَدْلٍ أَوْ جَائِرٍ وَالحَجُّ.
وَإِقْصَارُ الصَّلَاةِ فِي الأَسْفَارِ، وَالتَّخْيِيْرُ فِيْهِ بَيْنَ الصِّيَامِ وَالإِفْطَارِ فِي الأَسْفَارِ، إِنْ شَاءَ صَامَ وَإِنْ شَاءَ أَفْطَرَ.
هَذِهِ مَقَالَاتٌ وَأَفْعَالٌ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا المَاضُوْنَ الأَوَّلُوْنَ مِنْ أَئِمَّةِ الهُدَى، وَبِتَوْفِيْقِ اللهِ اعْتَصَمَ بِهَا التَّابِعُوْنَ قُدْوَةً وَرِضًا، وَجَانَبُوا التَّكَلُّفَ فِيْمَا كُفُوْا، فُسُدِّدُوْا بِعَوْنِ اللهِ وَوُفِّقُوْا، لَمْ يَرْغَبُوْا عَنِ الاتِّبَاعِ فَيُقَصِّرُوْا، وَلَمْ يُجَاوِزُوْهُ تَزَيُّدًا فَيَعْتَدُوْا، فَنَحْنُ بِاللهِ وَاثِقُوْنَ، وَعَلِيْهِ مُتَوَكِّلُوْنَ، وَإِلَيْهِ فِي اتِّبَاعِ آثَارِهِمْ رَاغِبُوْنَ.
فَهَذَا شَرْحُ السُّنَّةِ تَحَرَّيْتُ كَشْفَهَا وَأَوْضَحْتُهَا، فَمَنْ وَفَّقَهُ اللهُ لِلقِيَامِ بِمَا أَبَنْتُهُ مَعَ مَعُوْنَتِهِ لَهُ بِالقِيَامِ عَلَى أَدَاءِ فَرَائِضِهِ بِالاحْتِيَاطِ فِي النَّجَاسَاتِ، وَإِسْبَاغِ الطَّهَارَةِ عَلَى الطَّاعَاتِ، وَأَدَاءِ الصَّلَوَاتِ عَلَى الاسْتِطَاعَاتِ، وَإِيْتَاءِ الزَّكَاةِ عَلَى أَهْلِ الجِدَاتِ، وَالحَجِّ عَلَى أَهْلِ الجِدَةِ وَالاسْتِطَاعَاتِ، وَصِيَامِ الشَّهْرِ لِأَهْلِ الصِّحَاتِ.
وَخَمْسُ صَلَوَاتٍ سَنَّهَا رَسُوْلُ اللهِ مِنْ بَعْدِ الصَّلَوَاتِ: صَلَاةُ الوِتْرِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ، وَرَكْعَتِي الفَجْرِ، وَصَلَاةِ الفِطْرِ وَالنَّحْرِ، وَصَلَاةِ كُسُوْفِ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ إِذَا نَزَلَ، وَصَلَاةِ الاسْتِسْقَاءِ مَتَى وَجَبَ.
وَاجْتِنَابُ المَحَارِمِ، وَالاحْتِرَازُ مِنَ النَّمِيْمَةِ وَالكَذِبِ وَالغِيْبَةِ وَالبِغْي بِغَيْرِ الحَقِّ، وَأَنْ يُقَالَ عَلَى اللهِ مَا لَا يَعْلَمُ، كُلُّ هَذَا كَبَائِرُ مُحَرَّمَاتٌ.
وَالتَّحَرِّي فِي المَكَاسِبِ وَالمَطَاعِمِ وَالمَحَارِمِ وَالمَشَارِبِ وَالمَلَابِسِ، وَاجْتِنَابُ الشَّهَوَاتِ فَإِنَّهَا دَاعِيَةٌ لِرُكُوْبِ المُحَرَّمَاتِ، فَمَنْ رَعَى حَوْلَ الحِمَى فَإِنَّهُ يُوْشِكُ أَنْ يُوَاقِعَ الحِمَى.
فَمَنْ يُسِّرَ لِهَذِا فَإِنَّهُ مِنَ الدِّيْنِ عَلَى هُدَى، وَمِنْ الرَّحْمَةِ عَلَى رَجَا، وَوَفَّقَنَا اللهُ وَإِيَّاكَ إِلَى سَبِيْلِهِ الأَقْوَمْ، بِمَنِّهِ الجَزِيْلِ الأَقْدَمْ، وَجَلَالِهِ العَلِيِّ الأَكْرَمْ.
وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، وَعَلَى مَنْ قَرَأَ عَلَيْنَا السَّلَامَ، وَلَا يَنَالُ سَلَامُ اللهِ الضَّالِّيْنَ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ.



ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق