الخميس، 4 يونيو 2015

تأملات في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أذكروا الله ذكراً كثيراً)



تأملات في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أذكروا الله ذكراً كثيراً)


الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسَلين، نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد:


أخي المسلم ... أختي المسلمة... هل وقفت مع نفسك وقفة تأمل؟ هل أنت ممن يذكر الله كثيراً؟ هل أنت ممن يذكر الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم؟ هل أنت ممن يُسبح الله بكرةً وعشية؟  هل تريد أن يُعد الله لك مغفرةً وأجراً عظيماً؟ إذاً أبشر!


اعلم رحمك الله- أنّ الله سبحانه وتعالى- أمر المؤمنين بذكره ذكراً كثيراً فقال سبحانه- :] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (&) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا[ [الأحزاب:41-42] وهذا الأمر جاءنا فهل من ملبٍ، وهل من مجيب؟ نعم أخي المسلم، عليك بذكر الله قائماً أو قاعداً بكرةً [أي: صباحاً] وأصيلاً [أي: مساءً]  أجب دعوة ربك ينهل عليك من رحمته وبركاته ومغفرته قال تعالى- : ]وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا[[الأحزاب:35]، الله أكبر! قال {أعد ّ الله لهم مغفرةً وأجراً عظيماً!} ما هو يا ربّ؟ هو: {مغفرة ذنوبهم} وماذا أيضاً؟ {وأعدّ لهم ثواباً عظيماً يوم القيامة وهو الجنة!} لمن يا ربّ؟ {لمن ذكر الله كثيراً بقلبه ولسانه، سراً وعلانية}، فها هي النصوص الصريح الصحيحة أمامك أخي الذاكر فسارع إلى ذكر الله ولا تغفل ساعةً من ذكر، وأشغل وقتك بالذكر، فهو خير حافظ وخير جليس.



إذاً فذكر الله تعالى من أسهل الطاعات، وألذ العبادات، بل إنَّ النبي  قد شبَّه الذي يذكر ربَّهُ بالحي والذي لا يذكره بالميت فقال : (مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ والَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ) [متفق عليه] فسبحان الله!! أترضى أن تكون الميت المقصود بالحديث، كلا، فكلنا لا يريد ذلك بل نريد أن نكون أحياءً جسدياً ومعنوياً.



فسارع أخي رزقني الله وإياكم الصحة والعافية- إلى ذكر الله وشكره وحمده، ولا تغفلنّ ساعةً من ذكر، ولا تغفل عمَّا ورد في السنة من الأذكار التي تُقال صباح مساء، ليل نهار، قبل وبعد الصلاة، دخول وخروج المسجد، وغيرها من الأذكار التي جاء في السنة الترغيب بها، وعليك بها فقوة الأذكار تظهر بقوة إيمان الذاكر، فهي خير حفيظ ومعين لك، ومثال ذلك ما ثبتَ في ((صحيح مسلم))، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: جاء رجلٌ إلى النبي  فقال: يا رسول الله، ما لقيت من عقربٍ لدغتني البارحة، قال: (أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك)، فانظر يا رعاك الله كيف أن هذا الذكر يحمي من العقارب -أعاذنا الله وإياكم منها-، كما أن الأذكار تحمي المسلم في يومه وليلته.


وأختم بقول النبي  حين سُئل عن بابٍ من أبواب الجنان، قال: (لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عزَّ وجلَّ) [رواه الترمذي وابن ماجه].


الخلاصة:
إن لذكر الله تعالى أهمية عظيمة، وفائدة جليلة، أمر الله به عباده، ورغَّبهم فيه، وأثنى عليهم بأحسن ثناء، ورتَّب على ذلك المغفرة والدرجات العلا والأجر العظيم في الدنيا والآخرة، وجعل الاشتغال بالذكر أفضل من كثير من الأعمال.


وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أعتذر عن التطويل في هذا المقال لما فيه من أهمية بالغة في الذكر وَجَبَ ذِكرها فيه.


18 شعبان \ 1436

2015-06-05