السبت، 15 أكتوبر 2016

لماذا الشيخ الألباني -رحمه الله- يُصحح ويُضعف أحاديث أصلها في الصحيحين؟

لماذا الشيخ الألباني -رحمه الله- يُصحح ويُضعف أحاديث أصلها في الصحيحين؟


الجواب: "هناك أمور دقيقة لا يعرفها إلا المتعمقون والمتمرسون في هذا العلم، مثلا قد يكون الحديث في صحيح البخاري ومسلم مختصرا ثم يأتي في زيادة ولو كانت الزيادة كلمة فيأتي الحديث بهذه الزيادة خارج الصحيحين، فأنا أهتم بتخريج الحديث لهذه الزيادة، لأنو [لأن] كون أصل الحديث في الصحيحين ما يهمني لأنه معروف، فأخرج الحديث بسبب تلك الزيادة التي لم ترد في الصحيحين فيأتي المستعجل ممن لا علم عنده بيقول: هذا وهم من الشيخ، الحديث في البخاري [و] في مسلم، وإنما هو الواهم لأن الحديث في البخاري ومسلم ليس بالزيادة التي أو باللفظ الذي أنا خرجته، إنما رواه بلفظ آخر، فلعلها من هذه الأمثلة التي انتقدها الرجل الذي تشير إليه، حديث (لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة) أنا خرّجت الحديث في - السلسلة - بلفظ (أكثر أو أكثروا من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنه كنز من كنوز الجنة) فجاء المتعقب وقال: هذا الحديث في صحيح البخاري، هو مخطىء الحديث ليس في صحيح البخاري بهذه الزيادة (أكثر أو أكثروا) فلذلك لا ينبغي لطلاب العلم أن يشغلوا أوقاتهم في أن يقرؤوا لكل من هبّ ودبّ ممن كتب في العصر الحاضر."


المصدر: فتاوى رابغ - الشريط الأول - مع بعض التصرف.

الاثنين، 4 يناير 2016

لَا تُجَّامِل فِي قَولِ كَلِمَةِ الحَقِّ

لَا تُجَّامِل فِي قَولِ كَلِمَةِ الحَقِّ

بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَحِيْمِ

الحَمْدُ لِلَهِ وَالصَلاَةُ والسَلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ؛ أَمَّا بَعْد:

فَإِنَّ مِنْ تَمَامِ النُّصْحِ أَنْ لَا يُجَامِلِ المَرْءَ فِي دِيْنِهِ، وَالحَقُّ لَابُدَّ أَنْ يَظْهَرَ يَومَاً، فَالعَاقِلُ الذِي يَنُصُّ عَلَى الحَقِّ وإِنْ كَانَ فِي المَسْأَلَةِ خِلَافٌ؛ لأَنَ الحَقَّ مَا تَرَجَّحَ عِنْدَكَ لَا عِنْدَ غَيْرِكَ لِذَلِكَ لَا يَلِيْقُ بِطَالِبِ العِلْمِ أَنْ يُدْخِلَ نَفْسَهُ فِي دَوَّامَةِ الفِتَنِ وَلَا يُقْحِمُ نَفْسَهُ مُسْتَنقَعَ الشُّبُهَاتِ، فَإِنْ عَلِمَ الحَقَّ قَالَ بِهِ، وَإِنْ جَهِلَهُ قَالَ: اللهُ أعْلَّمُ، أَمَّا أَنْ يُجَامِلَ وَيُزَيِنَ البَّاطِلَ بِجَهْلِهِ فَهَذَا لَيْسَ مِنْ هَدْيِ السَلَّفِ وَلَيْسَ مِنَ النَّصِيْحَةِ فِي شَيءٍ، فَإِنْ سُئِلْتَ وَالرَاجِحُ عِنْدَكَ يُخَالِفُ المَشْهُورَ الذِي عِنْدَ العَّامَةِ فَقُلِ الحَقَّ مَعَ ذِكْرِ الخِلَافِ وَنُصَّ عَلَى الدَّلِيلِ، فَبِمِثلِ هَذَا تَنتَشِرُ السُّنَن.

وَاللهُ أَعْلَم وَصَلَى اللهُ عَلَى مُحَمَدٍ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

كَتَبَهُ: عبد الحكيم بن عبد الله
30-12-2015

وَصَايَا وآدَاب لِطَالِبِ عِلْمِ السُّنَةِ وَالكِتَاب

وَصَايَا وآدَاب لِطَالِبِ عِلْمِ السُّنَةِ وَالكِتَاب

بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَحِيْمِ

الحَمْدُ لِلَهِ وَالصَلاَةُ والسَلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ؛ أَمَّا بَعْد:

فَإِنَّ مِمَّا يُزِيْنُ طَالِبَ العِلْمِ حُسْنَ خُلُقِهِ وَفَنِ تَعَامُلِهِ مَعَ الآَخَرِينَ، وَحُسْنِ الخُلُقِ وَفَنُ التَّعَامُلِ لاَبُدَّ أّنْ يُضْبَطَ بِمِيْزَانِ الشَرْعِ وَلاَ يَلِيْقُ بِطَلَبَةِ العِلْمِ مُخَالَفَةُ الأُمُورِ الشَرْعِيةِ فِي التَّعَامُلِ وَلاَ يَلِيْقُ بِهِمْ أيضاً ارْتِكَابُ خَوَارِمِ المُّرُوءَةِ؛ وَمَا لاَ يَلِيْقُ بِالعِلْمِ وَأَهْلِهِ، وَإِنَّ مِمَّا انْتَشَرَ فِي أَوَاسِطِ طَلَبَةِ العِلْمِ؛ اسْتِعْمَالُ تِلْكَ الرُمُوزِ التَّي يَتَبَادَلُهُا العَّامَةُ بِالتَّعْبِيرِ عَنْ المَشَاعِرِ وَالحُّبِ وَغَيْرِهِ !! وَمِثْلُ هَذَا لاَ يُقْبَلُ مِنَ العَّامَةِ فَكَيْفَ بِطَلَبَةِ العِلْمِ ؟! يَقُولُ الشَّافِعِيُّ –رَحِمَهُ اللهُ-: (لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ المَاءَ البَّارِدَ يَخْرُمُ مُرُوءَتِي مَا شَرِبْتُهُ)، فَعَلَى حَمَلَةِ العِلْمِ وَطُلاَبِهِ البُعْدَ عَنْ كُلِ مَا قَدْ يَخْدِشُ الحَيَاءَ وَيَجْلِبُ القِّيْلَ والقَّالَ، وَطَالِبُ العِلْمِ [مِنْ] أَبْعَدِ النَّاسِ عَنْ سفَاسِفُ الأُمُورِ وَأكْثَرِ النَّاسِ حِرْصَاً عَلَى مَعَالِيْهَا وَلِذَلِكَ أَنْصَحُ إِخْوَانِي الطُّلاَبَ، ذُكًورَاً وإِنَاثَاً، [بِلُزُومِ] الجَّادَةِ فِي الطَّلَبِ وَالبُعْدِ كُلَّ البُعْدِ عَنْ خَوَارِمِ المُّرُوءَةِ وَمَا يَخْدِشُ صَفَاءَ طَرِيقِهِ العِلْمِي.

إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوفِيقِي إِلاَ بِالله

كَتَبَهُ: عبد الحكيم بن عبد الله
29-12-2015